کد مطلب:220050 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

ذکر أصناف الطعام الذی یحبونه و فوائد أخری
من كتاب البصائر: عن محمد بن جعفر العاصمی، عن أبیه، عن جده، قال:

حججت ومعی جماعة من أصحابنا، فأتیت المدینة، فقصدنا مكانا ننزله، فاستقبلنا غلام لأبی الحسن موسی بن جعفر علیه السلام علی حمار له أخضر یتبعه الطعام، فنزلنا بین النخل، وجاء هو فنزل، فأتی بالطشت و الماء، فبدأ و غسل یدیه، و أدیر الطشت عن یمینه حتی بلغ آخرنا، ثم أعید من علی یساره حتی أتی علی آخرنا.

ثم قدم الطعام، فبدأ بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، ثم ثنی بالخل.

ثم أتی بكتف مشوی، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب النبی صلی الله علیه و آله وسلم.

ثم أتی بالخل و الزیت، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام یعجب فاطمه علیهم السلام.

ثم أتی بالسكباج، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب أمیرالمؤمنین علیه السلام.

ثم أتی بلحم مقلو فیه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب الحسین بن علی علیه السلام.

ثم أتی بلبن حامض قد ثرد فیه، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب الحسن بن علی علیه السلام.



[ صفحه 650]



ثم أتی بأضلاح باردة، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم فان هذا طعام كان یعجب علی بن الحسین علیه السلام.

ثم أتی بجبن مبزر [1] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب محمد بن علی علیه السلام.

ثم أتی بتور [2] فیه بیض كالعجة [3] فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام كان یعجب أبی جعفر علیه السلام.

ثم أتی بحلواء فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحیم، فان هذا طعام یعجبنی. و رفعت المائدة، فذهب أحدنا لیلقط ما كان تحتها، فقال: مه، انما ذلك فی المنازل تحت السقوف، فأما فی مثل هذا الموضع فهو لعافیة [4] الطیر و البهائم.

ثم أتی بالخلال فقال: من حق الخلال أن تدیر لسانك فی فمك فما أجابك ابتلعته، و ما امتنع تحركه بالخلال، ثم تخرجه فتلفظه.

و أتی بالطست و الماء فابتدی ء بأول من علی یساره حتی انتهی الیه فغسل، ثم غسل من علی یمینه حتی أتی علی آخرهم.

ثم قال: یا عاصم كیف أنتم فی التواصل و التبار؟

فقال: علی أفضل ما كان علیه أحد.



[ صفحه 651]



فقال: أیأتی أحدكم عند الضیقة [5] منزل أخیه فلا یجده، فیأمر باخراج كیسه، فیخرج فیفض ختمه، فیأخذ من ذلك حاجته، فلا ینكر علیه؟

قال: لا.

قال: لستم علی ما أحب علیه من التواصل [6] - [7] .



[ صفحه 652]




[1] بزر القدر: ألقي فيه الأبازير، و هي التوابل.و بزر الطعام: حسنه و زوقه. أنظر لسان العرب: 4 / 56، و المعجم الوسيط: 1 / 54.

[2] التور: انا من صفر أو حجارة، كالاجانة. لسان العرب: 4 / 96.

[3] قال الجوهري في الصحاح: 1 / 327: العجة: هذا الطعام الذي يتخذ من البيض. و ذكر ابن منظور في لسان العرب: 2 / 319 معان أخري لها.

[4] قال الجوهري في الصحاح: 6 / 2432: العافية: كل طالب رزق من انسان، أو بهيمة، أو طائر.

[5] قال الشيخ الطبرسي صاحب المكارم: الضيقة: الفقر.

[6] تضمن الحديث فوائد كثيرة منها: غسل اليدين قبل الطعام، ابتداء صاحب الوليمة بغسل يديه قبل الآخرين، ادارة الطشت عن يمين صاحب الوليمة، ابتداء الطعام بالملح، الابتداء بالبسملة علي كل صنف قدم علي المائدة، ما يسقط من المائدة في المنازل و تحت السقوف يؤكل، و في البرية و غيرها من المناطق المكشوفة يترك لطلابه من الحيوانات و الطيور، الخلال بعد الطعام و آدابه، غسل اليدين بعد الطعام، و غسل صاحب الوليمة يريه أولا، ثم من هو علي يساره. علي العكس مما في أول الطعام؛ ثم فائدة أخلاقية اجتماعية عظيمة في التواصل و التبار.

[7] مكارم الأخلاق: 144، عنه البحار: 66 / 309 ح د (قطعة)، و تمامه في ص 421، ح 36.